أعراض ترقق العظام وعلاجها

أعراض ترقق العظام: علامات التحذير والعوامل المؤثرة في هشاشة العظام

يعد ترقق العظام، الذي يعرف أيضًا بهشاشة العظام، من أكثر الأمراض الشائعة التي تصيب الأفراد مع تقدم العمر، خصوصًا النساء بعد سن اليأس. يحدث ترقق العظام عندما تصبح العظام أقل كثافة وأكثر هشاشة، مما يجعلها عرضة للكسر بسهولة. يترتب على هذا المرض العديد من الأعراض التي قد تكون غير واضحة في المراحل المبكرة، مما يجعل الكشف المبكر والعلاج المبكر أمرًا بالغ الأهمية لتجنب العواقب الخطيرة.

ما هو ترقق العظام؟

ترقق العظام هو حالة تتصف بفقدان كثافة العظام، حيث تصبح العظام ضعيفة وهشة، مما يزيد من احتمال كسرها بسبب ضغط طفيف أو سقوط بسيط. تتأثر العظام بشكل رئيسي بالعوامل الوراثية، التغذية، النشاط البدني، والعوامل الهرمونية، ما يؤدي إلى قلة قدرة العظام على مقاومة القوى الميكانيكية.

الأعراض الشائعة لترقق العظام

1. آلام الظهر

من أكثر الأعراض شيوعًا للأشخاص المصابين بهشاشة العظام هو آلام الظهر المتكررة. قد تكون هذه الآلام ناتجة عن كسور صغيرة في العمود الفقري أو الفقرات نتيجة لتناقص كثافة العظام. في بعض الحالات، قد يحدث كسر في الفقرات من دون أي حادث أو إصابة ملحوظة، مما يؤدي إلى الشعور بألم مستمر في أسفل الظهر.

2. الكسور المتكررة

يعد الكسر بسبب ترقق العظام من العلامات الواضحة لهذه الحالة. تزداد فرص الإصابة بالكسور حتى عند حدوث إصابات بسيطة أو سقوط خفيف. قد يشمل هذا كسورًا في العظام الكبيرة مثل عظم الفخذ، الرسغ، أو العمود الفقري. عادة ما تكون الكسور أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام مقارنة بالأفراد الآخرين الذين لا يعانون من هذه المشكلة.

3. التقوس أو انحناء العمود الفقري

ترقق العظام يمكن أن يؤدي إلى فقدان طول الجسم تدريجيًا بسبب الكسور الصغيرة في الفقرات. عندما تنهار الفقرات بسبب هشاشتها، قد يؤدي ذلك إلى حدوث تقوس في العمود الفقري، مما يسبب شكلاً منحنيًا أو انحناءًا في الظهر. في حالات متقدمة، قد يصبح هذا الانحناء أكثر وضوحًا ويؤدي إلى تغير في الشكل العام للجسم.

4. فقدان الطول تدريجيًا

من الأعراض الواضحة لترقق العظام هو فقدان الطول تدريجيًا. يرجع ذلك إلى الكسور التي تحدث في فقرات العمود الفقري، مما يؤدي إلى انهيار أو تكسير الفقرات، وبالتالي تقل المسافة بين العظام. يؤدي هذا التقلص التدريجي في طول الجسم إلى ظهور الشخص أقصر من المعتاد.

5. الشعور بالضعف والإرهاق

ترقق العظام في المراحل المتقدمة يمكن أن يؤدي إلى شعور عام بالضعف والإرهاق. هذا نتيجة لتأثير المرض على القدرة الجسدية على التحرك بشكل طبيعي. قد يسبب الكسر في عظام الأطراف أو العمود الفقري أيضًا صعوبة في الوقوف لفترات طويلة أو المشي بشكل مريح.

6. الكسور الناتجة عن السقوط البسيط

يعد حدوث كسور إثر سقوط بسيط أحد الأعراض الواضحة لترقق العظام. في هذه الحالة، يمكن أن تؤدي أي حركة غير معتادة مثل الانحناء أو السقوط البسيط إلى كسر في العظام الهشة. يتمثل الخطر في أن هذه الكسور قد تحدث دون أن يشعر الشخص بها بشكل كبير في البداية، مما يجعلها أكثر خطورة.

7. ألم في المفاصل

ترقق العظام قد يؤثر بشكل غير مباشر على المفاصل المحيطة بالعظام الهشة. حيث قد يصاحب هشاشة العظام ألم في المفاصل، خصوصًا المفاصل القريبة من العظام التي تأثرت بالمرض. قد يكون هذا الألم ناتجًا عن الحركة الزائدة أو الضغط على العظام الهشة.

8. التغيرات في المظهر الجسدي

من الأعراض المتأخرة لترقق العظام هو تغير المظهر الجسدي نتيجة للكسر في العظام. على سبيل المثال، قد يؤدي الكسر في عظام الفقرات إلى تغيير في شكل الظهر، مما يؤدي إلى ظهور انحناء واضح أو تقوس في العمود الفقري، كما قد يعاني الشخص من انحناء الرأس للأمام مع مرور الوقت.

العوامل المؤثرة في ترقق العظام

توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بترقق العظام، منها:

• السن والجنس: تزداد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام مع تقدم العمر، خصوصًا لدى النساء بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض مستوى هرمون الإستروجين.

• التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام قد يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.

• نمط الحياة: التدخين، شرب الكحول، وقلة ممارسة الرياضة تعتبر من العوامل التي تؤثر بشكل كبير في صحة العظام.

• التغذية: نقص الكالسيوم وفيتامين D في النظام الغذائي يؤدي إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بالهشاشة.

• الأدوية: بعض الأدوية، مثل الأدوية الستيرويدية، قد تزيد من خطر الإصابة بالترقق العظمي عند استخدامها لفترات طويلة.

الوقاية من ترقق العظام

لحماية العظام من الترقق، ينصح باتباع بعض الإجراءات الوقائية الهامة التي تشمل:

• تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين D: يساعد الكالسيوم في بناء العظام والمحافظة على قوتها، بينما يعمل فيتامين D على تحسين امتصاص الكالسيوم في الجسم.

• ممارسة التمارين الرياضية: النشاط البدني المنتظم مثل المشي، السباحة، أو تمارين المقاومة يساعد في تقوية العظام.

• التوقف عن التدخين وتقليل تناول الكحول: التدخين والمبالغة في تناول الكحول يزيدان من خطر هشاشة العظام.

• استشارة الطبيب بشكل دوري: ينبغي على الأشخاص المعرضين للإصابة بهشاشة العظام إجراء فحوصات دورية للعظام، مثل فحص كثافة العظام، للكشف المبكر عن أي مشاكل.

الخلاصة

ترقق العظام من الأمراض التي تتطور بشكل تدريجي وغالبًا ما تكون أعراضه غير واضحة في البداية، ما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية. من خلال الوعي بالأعراض والتغييرات التي قد تحدث في الجسم، يمكن تجنب العواقب الخطيرة لهذه الحالة من خلال العلاج المناسب والوقاية الفعالة.